الاثنين، 11 مايو 2015

90 مليون نرش




تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسيدة توجه السباب وتعتدي على ضابط بشرطة من أمن مطار القاهرة.
ضابط الشرطة في المقاطع المصورة لم يتلفظ بأي كلمة بذيئة، أو يقوم بأي إعتداء تجاه السيدة، رغم قيامها بالتعدي عليه بالسب والقذف، وفي بعض الأحيان أعتدت عليه بالأيدي، لم يحرك ساكنا منتظرا ضابطات الشرطة النسائية لتلقي القبض عليها، -جميل ورائع تصرف الضابط- ولكن هل كان هذا التصرف نابع من عقيدة وزارة الداخلية، بل انه نابع من عقيدة الضابط التي شكلها سريعا بعدما علم أن هذه السيدة ياسمين النرش.
لأنها ياسمين النرش
في إحدى الجملة التي وجهتها السيدة في مقطع الفيديو لضابط الشرطة، قالت له "انت مش عارف انا مين" !
بعد انتشار المقاطع المصورة ذكرت عدد من المواقع الصحفية أن السيدة هي، ياسمين النرش نجلة أحد رجال الأعمال الكبار في مجال السياحة، وزوجة رجل أعمال، وللإثنين علاقات وطيدة بالمسؤولين الكبار في دوائر الحكومة، والآن عرفنا هي بنت مين، والضابط تعامل معها باحترام ليه !
بنات عائلات محترمات

وتعقيبا على هذه المقاطع المصورة شاهدنا الإعلامية ريهام سعيد تدافع عن إبنة النرش قائلة أنها بنت ناس محترمة، فهي زميلة دراسية لها، ومشهود لها الإحترام من الجميع.

هذا ما قالته الإعلامية المشهورة ولكن نحن رأينا خلاف ذلك، رأينا سيدة تعتدي بالقول والفعل على ضابط الشرطة، والذي لم يحرك ساكنا خلال اللقطات المصورة التي رأيناها.

ولكن أين الإعلامية المشهورة من مقتل أمينة العمل الجماهيري بالتحالف الشعبي الاشتراكي، شيماء الصباغ، يناير الماضي على يد ضابط شرطة، يعمل في نفس الوزارة التي ينتمي لها ضابط المطار، ولا جدال في أن شيماء بنت ناس محترمة أيضا.
منذ أيام قليلة شاهدنا مقطع فيديو مصور داخل إحدى محطات المترو لسيدة مسنة من الباعة الجائلين تبيع المناديل داخل المترو، وحولها مجموعة من الضباط، السيدة المسنة تبكي، وتترجى السادة ضباط الشرطة، لكي يتركوها تبيع المناديل، بعد أن قاموا بمنعها من القيام بعملها، التي تصرف منه على علاجها.

لم نرى في هذا المقطع المصور ضبط نفس أو تعامل بإحترام وإنسانية مثلما رأينا في فيديو سيدة المطار، ولم نشاهد ريهام السعيد تدافع عن بائعة المناديل مثلما فعلت مع بنت النرش، لعل هذا بسبب أنها ليس زميلتها في الدراسة، أم أنها ليس من أبناء النرش.

جمهورية النرش العربية
بدءا من الغد أدعو جميع المصريين أن يذهبوا لمصلحة السجل المدني لتغيير أسمائهم إلى النرش، حتى يصبح في وطننا، 90 مليون نرش، يعاملون باحترام من قبل أفراد وزارة الداخلية، ولا يتم تعذيب المواطنين في أقسام الشرطة والسجون، لأنهم من عائلة النرش، ولا يتم التنكيل بنا لاننا نرش أبً عن جد.
وقتها ستنظم فتيات الأزهر مسيرة تطوف الحرم الجامعي، دون الاعتداء عليهن.
ولكننا لسنا ياسمين النرش، يقوم أفراد وزارة الداخلية بمختلف وظائفهم، بالإعتداء علينا والتنكيل بنا، وإهدار أبسط حقوقنا في التعبير عن الرأي.

جملة إعتراضية - ليس بالإهانة تنتزع الحقوق -
العديد من الشباب كارهي سياسة وزارة الداخلية التي تنتهج العنف الغير مبرر تجاه معارضي النظام الحاكم، هللوا كثيرا بالإهانة التي تعرض لها ضابط الشرطة.
عندما حلمنا بوطن حر يتمتع كل مواطن فيه بالحرية والكرامة الانسانية لم نحدد في أحلامنا وظائف من يستمتعون بهذه الحقوق، فنحن بالطبع نريد الكرامة لـ 90 مليون مصري، بما فيهم ضباط الداخلية، رغم عداءنا معهم، وما يفعلونه تجاهنا في الفترات الماضية بإختلاف الأنظمة الحاكمة.