الأحد، 24 نوفمبر 2013

من وحي قانون التظاهر

"اللقاء المغلق"
من وحي قانون التظاهر
قصة قصيرة

انتصفت الظهيرة توقف موكب امني شبه صغير امام احد المباني الامنية السرية , ويبدو احد قيادات الدولة يخرج من باب السيارة الخلفي اتضح للحراس من هو ..
قائد حرس الدرك "وزير الداخلية" يبدو كما نراه ف الاحداث الرسمية غير مبتسم
احدى الغرف الصغيرة كانت مجهزة لاستقباله ... يبدو ان هناك اجتماع شديد الخطورة .. ومن تضاريس وجه سيادة الوزير يتضح من خلالها للحراس ان القيادة الامنية قلقة من شئ ما ... لكن لا احد يعلم .. ما الامر
ما سر هذا الحضور .. مريب .. خاصة ان الموكب كان صغيرا .. واللقاءات عادة لاتتم بهذا المكان .. شديد السرية
انتظر الوزير ما يقرب من 15 دقيقة حتى حضور الطرف الاخر الي سيشاركه الاجتماع المغلق ..
سيادة الفريق .. غريب الامر .. سيادة الفريق من المرات القليلة وجوده هنا .. غالبا ما تتم لقائاته مع القيادة الامنية بمقر الداخلية او الدفاع ..

غلق الباب ... سيادة الفريق كان يبدو عليه الاندهاش من حضور الوزير في هذا الوقت المبكر

خير يا محمد ؟ هكذا الحوار بدأ ...

انا مش عارف ... اعمل ايه الظباط عندي خايفة تنزل من بيوتها ومش عايزين يواجهوا المظاهرات
وكل اللي بيقولوه انهم هم بينزلوا وف الاخر هم اللي بيتحاكموا والقيادات مش بتتأذي !

يعني نعمل ايه يا محمد ... احنا معانا تفويض من الشعب نعمل اللي احنا عايزينه

يا ريس .. هم بيقولوا ان القانون مش بيحميهم .. القانون ضدهم سيادتك .. واي محامي نص كم ممكن يسجن الظابط

يسجن مين .. انت مش عارف وضعنا ف البلد .. احنا اللي بنحكم ..بنقول مين اللي يتسجن ومين يطلع براءة .. القضاء بتاعنا .. محدش يقدر يقرب من رجالتنا

يا باشا .!... عايزين نستريح من قرف بتوع الجمعيات الحقوقية

جمعيات ايه وقرف ايه يا محمد احنا ف حرب ضد الارهاب وطالما انت عايز تمشي بالقانون ... انا هكلف لجنة من الوزارة تعمل قانون تظاهر يحمي رجالتنا وكمان هنظبط مادة المحاكمات العسكرية ف الدستور .

والمحكمة الدستورية هتعديه يا سيادة الفريق ؟!

احنا معاانا عدلي بيه يا محمد ... أطمن .. ويالا بقى عايزين نلحق نغير هدومنا علشان نروح الاستاد الاحتفالات هتبدأ .. وسلملي على رجالتك وقولهم الريس بيقولكم انتو نورا عنيا ..

الابتسامه العريضة تسيطر ع المساحة الكبرى من وجه القيادة الامنية  .. يبدو ان الامر الذي اتى من اجله قد .. انقضى سريعا .. اللقاء لم يطول .. الفترة التي جلسها القيادة الامنية في الغرفة الصغيرة في انتظار اللقاء المغلق ربما كانت اطول من اللقاء نفسه !

الخميس، 14 نوفمبر 2013

الانفصال



الانفصال عن هذا العالم السئ ربما يكون الحل الافضل لمن لا يستطيع العيش في ظل هذه القوقعة المظلمة
ربما يكون انفصالك عن هذا الظلام مفيد لهذا الواقع  لكي يصبح افضل فنظرتك التشاؤمية تجاه هذا السوء من الممكن ان تكون هي سبب هذه الانتكاسة الحمقاء .
يتطلب هذا الانفصال التدريجي عن الواقع نوعا من العناء البسيط لكي تتخلص من الاعباء المجتمعية وتصبح احد من اختاروا ان يكونوا احياء خارج هذا العالم .
في انفصالنا رحمة لنا ولهم فالجهد العقلي الذي كنت تستخدمه لتثبت لهم انك على صواب وانهم مخطئون يمكنك توفيره في عالمك الخاص فانت مقتنع بعالمك وعالمك مقتنع بك , يمكنك العيش سعيدا وحيدا تصنع عالمك بنفسك من خلال الاشياء البسيطة التي تحقق لك النشوة الفكرية مثل قراءة ما يحلو لك من الكتب وتستطيع انجاز نشوتك المزاجية من خلال تناولك قدرا متوسطا من الموسيقا التي تروق لك او تناول قدرا من الشيكولاتة او جرعة من المخدرات اذا كانت نشوتك المزاجية تطلب ذلك .
المؤلم خلال هذا الانفصال عن الواقع هو لحظات الامل التي تبعث الى عالمك لكي تعيدك مسرعا الى الواقع القميئ مرة اخرى دون ان تشعر تلك اللحظات غالبا ما تكون وقتية ولا تستمر طويلا .
ومن الاشياء التي تجعل انفصالك سلبي هو وجود شيئا او انسانا في هذا العالم المزري مازلت انت ترى فيه ابتسامتك فعلا سبيل المثال ان تكون دراستك هي منبع تفاؤلك او عملك الذي تود ان تكون فيه متفوق او يكون لديك حبيب تتمنى ان يكون الطرف الثاني والاخير في عالمك فهذا الامر يمثل التردد الشديد بين عالمك الخاص والعالم الاخر فتتمنى نتيجة سريعة تقضي بها على هذا التردد وان كانت انتهاء هذا الشئ المضء في تلك الوقاحة الى الابد .. فالعيش وحيدا داخل قوقعتك الصغيرة خيرا وافضل لديك من التردد  بين بؤرتك الصغيرة وبين عالم القبح والاضطهاد .