الجمعة، 28 يونيو 2013

غرام ف البنزينة

تشهد البلاد الان من الازمات السياسية والاقتصادية ولعل ابرز تلك الازامات هي ازمة البنزين وما تشهده شوارعنا من طوابير السيارات امام محطات البنزين وما تشهده تلك الطوابير من احاديث جانبية بين اصحاب وسائقي السيارات وخلال السطور القادمة سوف اروي لكم قصة قصيرة درات احداثها في احد تلك الطوابير الطويلة الى حد ما اقدم ركم " غرام  ف البنزينة " ..

كان الوقت يقترب من الثامنة مساءا كان الطابور يزداد سيارات لا ينقص حيث ان هذه المنطقة التي تقع بها محطة الوقود من اشهر المناطق في محافظة القاهرة وفي منتصف الطابور كان هناك سيارة بيضاء من نوع البي ام .. كان سائق هذه السيارة فتاة في منتصف العشرينات تدعى " هند " , أصاب  هند حالة من الاعياء الشديدة فكان من الواضح عليها انها منذ وقت طويلة وانها في هذا الطابور الذي لا يتحرك رأها احد جيرانها في هذا الطابور وكان في اواخر العقد الثالث من عمره وكان يدعى محمود اسرع محمود حين رأى هند مصابة بهذه الحالة من الاعياء الى سيارة هند ليعرض عليها المساعدة ووجدها في حالة اغماء وهنا عاد الى سيارته سريعا واحضر شنطته الخاصة "حيث انه كان طبيبا حديث التخرج" وطلب من احد السيدات المتواجدات في الطابور مساعدته لافاقة عند وبالفعل ذهبا الاثنين الى سيارة هند واخرجت السيدة "برفان" من شنطة هند واسطاعت ان تعيد اليها الوعي برش بعض البرفان ف الاطار المحيط  بهند وبالفعل عاد اليها الوعي نوعا ما , هنا كان قد اعد محمود حقنة فيتامينات لاعطاءها لهند وبالفعل  بمساعدة السيدة اعطى محمود الحقنة لهند .. وهنا  عاد الوعي لهند بشكل كامل واستأذنت السيدة لان دورها قد اقترب لتموين سيارتها بالوقود ..
وبعد مغادرة السيدة .. دار هذا الحوار بين "هند" و "محمود" ..

محمود : الحمدلله على سلامة حضرتك ..
هند : الله يسلمك .. هو ايه اللي حصل ؟!   "وكانت مازالت متأثره بحالة من الاعياء البسيط"
محمود : حضرتك كان مغمى عليكي والحمدلله بفضل ربنا عاد اليكي الوعي بعد ان اعطيت لكي حقنة فيتامينات ..
هند : شكرا لحضرتك كتير بجد مش عارفة اقولك ايه .
محمود : الشكر لله وحده وبعدين شكر ايه بس انا معملتش الا الواجب وبعدين ايه حضرتك دي احنا خلاص بقينا جيران في الطابور .
هند : احسن جيران طبعا ... انا هند 25 سنة
محمود :  تشرفنا يا هند .. انا محمود 29 سنة ..  الا قوليلي كان مالك ليه اغمى عليكي ؟
هند : مفيش بس انا من الصبح بلف بالعربية ادور على بنزين والحمدلله لقيت هنا بنزين وواقفة هنا من الساعة 4 العصر ولحد دلوقتي واقفة ف الطابور ولسه باقي على دوري حوالي ساعة ..
محمود : انتي من المنطقة هنا ؟
هند : لا انا من مدينة نصر   وانت من المنطقة ؟
محمود :  انا من المهندسين ..
تبادلا الحديث حوال معاناتهم في طوابير البنزين وحول الاحوال السياسة في البلاد وقاربت الساعة التاسعة وكما كانت متوقعة هند ان دورها في الطابور سوف يحل بحلول التاسعة مساءا ولكن اتت الرياح بما تشتهي السفن .. فقد اعلن عامل البنزينة ان الوقود قد نفز وان العربة التي تأتي بالبنزين في طريقها الى المحطة وسوف يكون البنزين موجود في خلال ساعة على الاكثر .. هنا شعرت هند بان اليوم سوف يطول خاصة ان الوقود قد نفذ في سيارتها وكان عليها ان تمكث حتى تستطع ملئ خزان سيارتها بالوقود ... هنا استأذن محمود بالذهاب الي سيارته وقال انه سوف يعود سريعا  ذهب محمود الى سيارته واحضر بعد السندوتشات الجاهزة وبعض المشروبات الغازية وكانه يعلم ان سوف يمكث طويلا في هذا الطابور , عاد محمود الى سيارة هند ووجدها مازالت تندب حظها العثر .. واعطى لها بعض السندوتشات ولكنها رفضت ف البداية ولكنه اصر والح عليها وقال لها : لابد وان تاكلي اي حاجة علشان تقدري تقاومي ومتتعبيش تعاني لحد ما ترجعي البيت ... اخدت هند السندوتشات من محمود وبدئا في حديثهما ثانيا ..
هند : انت دكتور ؟
محمود : ايوه انا دكتور حديث التخرج . انتي بتدرسي ايه ؟
هند : انا اتخرجت من سنتين من كلية الحقوق بتقدير امتياز ..
محمود : يعني انتي دلوقتي معيدة ف الجامعة ..
ردت هند بصوت يكاد ان يختنق من الحزن .. : انا المفروض كنت اتعين معيدة بس للاسف في مصر لازم يكون لك "ضهر" علشان تتعين .. اخذوا ابن احد اقارب عميد الكلية بدل مني مع انها خريجة بتقدير جيد جدا ..
محمود : ربنا يوفقك في حاجة احسن ..

 وكان محمود قد الفت انتباهه منذ اللحظة الاولى .. وجه هند الجذاب ذات العيون الخضراء وكأي شب مصري وبخفة الدم المعتاده من المصريين .. قال لها مش معقول القمر ده مش مخطوب ..
ردت هند وكانت مكسوفة من كلام محمود .. وقالت احم احم قمر ايه يا دكتور صلي ع النبي ف قلبك .. انا مش مخطوبة ولا حاجة هو ده زمن حد بيتخطب فيه ..
محمود : هي الناس عميت ولا ايه لما القمر ده ميبقاش مخطوب امال مين اللي يتخطب بقى ..
انزلت هند وجهها ال الارض في كسوف شديد وقالت .. اللي فيه الخير يقدمه ربنا ..
وتبادلا الحديث الى ان جاءت الحادية عشر مساءا ولم تأت عربة الوقود الى محطة البنزين وشعرت هند بالملل واليأس ولكن لم يكن لديها خيار الا الانتظار .. وهنا رن هاتفها واذا باختها تطمئن عليها وقالت لها هند ان عربة الوقود في طريقها للمحطة وانها سوف تعود للمنزل خلال ساعة او اكثر .. انهت المكالمة وقالت هند لمحمود احكي لي عن نفسك  بما اننا بنتكلم .. قال محمود : انا اعمل منذ بداية العام في مستشفى حكومي براتب 700 جنيه فقط ومش بتكفي البنزين بس والبركة في السيد الوالد هو اللي متولي حاليا تجهيز عيادتي الخاصة .. ومش خاطب ومكنتش ناوي اخطب بس غيرت رأيي من شوية صغيريين بس .. قاطعته هند وقالت له .. خطوبة مين بس جهز عيادتك وابقى شوف الخطوبة وكدا . "ومن خلال تلك الجملة شعر محمود بان هند مكسوفة منه وتريد تغيير الموضوع والتحدث في شئ اخر " واكلمت هند حديثها قائلة انت واقف هنا من امتى قال لها من الساعة الخامسة عصرا ...
وبعد ساعة من حديثهما المتواصل والذي اقتربا من بعض اكثر واكثر وكل شخص عرف عن الاخر اشياء كثيرة واصبحا في حكم الاصدقاء المقربين وكانت علاقتهما من 4 ساعات فقط .. وحل منتصف الليل وجاءت عربة الوقود الكبيرة .. واقتر ب دور هند بينما دور محمود كان بعدها بسياراتين .. ويعد حديث طويل سادت حالة من الصمت وكان كل منها يفكر في كلام الاخر ويبدو ان حالة من الاعجاب تاجه الاخر قد شعرا بها كلا الشخصين .. وبعد فترة من التفكير سألها محمود وقال : مرتبطة او ارتبطي قبل كدا ..؟
هند : مش بفكر في الموضوع ده كل حياتي كانت ف المذاكرة وبس ومكنش عندي وقت احب والكلام ده .
وهنا تجرأ محمود واخذ خطوة تكاد ان تكون متسرعة خاصة وان علاقتهما عمرها ساعات ليس اكثر .. وقال لها : انا معجب بشخصيتك جداا ..
زهلت هند من هذه الجملة ولم تستطع الرد  .
اكمل محمود كلامه قائلا .. انتي انسانة محترمة وخلوقة وشخصيتك جميلة وهي دي كل الصفات اللي بتمناها في الانسانة اللي اتمنى اني اتجوها .
هنا ارتبكت هند وهربت الكلمات من على لسانها من سعادتها ولكنها اخفت تلك السعادة ..
وكان يبدو ان محمود يريد ان يأخذ خطوة جادة في علاقته البسيطة بهند وقال لها دون خجل .. انا عايز اتجوزك .. وكررها اكثر من مرة .. هنا عاد النطق لهند وقالت له .. انت اكيد مجنون .. بتطلب الجواز من بنت لسه عارفها من ساعات بس وكمان لسه معرفتنيش كويس .. قاطعها محمود قائلا اني اشعر وكأنني اعرفك منذ  زمن طويل واريد ان ارتبط بكي بشكل رسمي في اسرع وقت .. فما رأيك ؟!
ردت هند سريعا : انا مقدرش انكر انك  انسان كويس ومحترم واي واحدة تتمناك
محمود : يعني موافقة ؟
هند : انا لسه عايزة اعرفك اكتر .. بس احب اقولك اني موافقة ..
ولم يصدق محمود ما يسمعه باذنيه وقال لها انها اسعد لحظات حياته التي يعيشها الان ...
وقال لها امتى أأتي لكي اقابل والدك ؟؟
ردت هند : بابا .. عايز تقابل بابا ..
اجاب محمود ضاحكا .. امال هقابل ماما ..
هند : وضحكت بطريقة هستيرية وقالت بابا منذ الحادية عشرصباحا وهو هنا ف البنزينة ..
واتصلت هند بوالدها .. لكي تتاكد انه مازال في البنزينة .. رد والدها عرفت منه انه قد غادر البنزينة منذ ساعتين لمرض احد جيرانه في طابور السيارات وكان لابد من نقله الى المستشفى .. وقد اخذه في سيارته الى اقرب مستشفى وبعد ما اطمأن عليه ووصل اهل هذا الشخص غادر والد هند الى المنزل لكي يستريح .. وقالت له هند ان دورها ف الطابور قد حان وانها سوف تعود للمنزل خلال نصف ساعة ..أغلقت الهاتف واخبرت محمود بما حدث مع والدها .. فقال محمود : اني انا وبابا سوف نأتي غدا لكي نطلب يدك من والدك ..
أجابت هند بالموافقة على هذا الاقتراح وكانت سعادتهما غامرة .. وغادرت هند البنزينة في تمام الواحدة ونصف صباحا عائدة الى المنزل لتخبرهم بما حدث وحان دور محمود في الطابور وعاد الى منزله وبات يهجز نفسه لزيارة والد هند في اليوم التالي ..........

هناك 5 تعليقات:

  1. قصة حب على السريع بس بتوضح ازمة البنزين اللى تخلى الناس تنتظر وقت طويل و يعرفوا بعض كده .. جميلة

    ردحذف
  2. فظيعة يا بحسن :D البوفيه من on the run والزفة عليا انا :D لأ حلوة والله

    ردحذف
  3. ههههههههههههههههه ميغسي

    ردحذف
  4. ههههه لو السيارة اللي فيها البنزين اتأخرت شوية كنت قلتنا ان هند حامل o.0
    واضح التأثر ببوليود بس خيالك واسع
    استمر ! ^.^

    ردحذف