الجمعة، 13 ديسمبر 2013

كوب من الشاي الساخن

احدى اليالي الشتوية تشبه ليلتنا هذه
جلس بين غطائه وسرير صغير يقبع في زاوية الغرفة
يأمل ف ان يصيبه الدفئ ولو لبرهة من الزمن ,,, يرى قطرات المطر تتدفق على زجاج الشرفة في ليلة هي الفريدة من نوعها منذ زمن بعيد ... الكهرباء غائبة والظلام يسيطر على انحاء الغرفة .. لا يوجد سوى شعاع من الضوء الخافت منبعث من كشاف كهربائي يعمل بالشحن مجتمع بجواره افراد الاسرة بصالة المنزل ..
كوب شاي ساخن بين يديه يكاد يصيبه بالدفئ قليلا .. الضوء الخافت يشعره بالطمأنينة .. صوت الراديو يصيبه بحاله من الشجن .. يتناول الشاي بين الحين والاخر ويتنمى ان يستمر هذا المشهد الكلاسيكي طوال حياته ... هدوء الشوارع من حوله .. دفء ممزوج برائحة المطر .. انغام هادئة بالراديو .. ضوء خافت ينير المكان ويبث الامل .. اغمض عينيه وتذكر منذ كان صغير وجلوسه مع جده في مثل هذا الموقف الذي لا يتكرر كثيرا .. جده الذي كان يروي ويطربه من الحديث عن ذكريات الماضي وشتاء الخمسينيات .. كوب الشاي الدافئ ما زال بين يديه ..
وتذكر يوم ما منذ 9 سنوات بينما هو جالس مع جده وسمعوا في الراديوا اغنية لام كلثوم ,, حينها ذكر له جده انه كثيرا ما كان يجتمع هو واصحابه في مثل هذا الظروف المتشابهه مع ليلتنا هذا ... كان الجلوس لسماع الطرب وحفلات ام كلثوم من الاشياء المقدسة لدى هذا الجيل ,, وكان الظلام هو الصفة السائده لهذه الحقبة الزمنية .. الذي كان شتاؤها معتدل ممزوج بنسيم الامطار الخفيف التي تتساقط قطراته على الجلوس من بين سقف الغرفة التي كان حينها من الخوص  ... خاض وهو سارح في ذكريات متعددة مع جده ولكنه ادرك ان كوب الشاي الدافئ اصبح بارد من تأثير برودة يديه .. ادرك حينها ان هذا المناج الكلاسيكي الذي عاد به الي الخمسينيات شارف على الانتهاء وعليه العودة الى الواقع ...عاد ونظر حوله وجد المطر قد عاد الى سحبه والنور اعلن سيطرته ورحل الظلام ...واخذ الذكريات الكلاسيكية تطوي صفحاتها .. وجلس صديقنا لبضع ثوان على حافة سريره يتمنى ان تتكرر هذه اللحظات السعيدة التي اعادت اليه الروح ...

هناك تعليقان (2):

  1. طريقة كتابتك راائعة , كلماتك مُوفقة ... النهاية واقعية لكن من وجهة نظري مُبتذلة و أضاعت الحالة التي سطّرتها فيما سبق . !

    ردحذف