الجمعة، 29 أغسطس 2014

إحنا التلاتة اسمنا صحافة














غالبا انا فاشل متمكن كتابة افتتاحية للمقالات ، وعشان كدا بدخل في الموضوع على طول من غير كلام تعبيري احيانا ممكن يكون سمج ولزج ومش على مزاج الزبون ، قصدي القارئ .. انا هتكلم عن الصحافة ، بانواعها التلاتة حسب استنتاجي ..

النوع الأول .. وده يشمل المواقع الاخبارية والجرايد اللي بادئة من زمان –مش زمان اوي- ، من بداية القرن الجديد تحديدا , بفضل فلوس رجال الأعمال ، واللي تعتبر في ايامنا دي المسيطرة ع المشهد الصحفي ، المواقع دي لا تهتم من وجهة نظري باثراء المحتوى الصحفي ولا بتهتم بتناول الموضوعات بعمق ، وده لانها يهمها حاجتين ، أولهما جلب اكبر نسبة ممكنة من الزيارات على الموقع ، بأي طريقة ممكنة ، الحاجة التانية هي راس المال بتاع المؤسسة ، وعدم التعرض لأي موضوع ممكن يأثر بالسلب على موقف راس المال واصحابه .

من مميزات النوعية دي من المواقع هي دائرة الناس اللي يعرفوها بتكون كبيرة ، مثلا صفاحتهم على الفيسبوك تتخطى المليون مشترك –بغض النظر انهم sponsored  او fake - ، ومع الأخذ في الإعتبار ان نسبة كبيرة من كومنتات المتابعين دول بتكون شتيمة من نوعية "يا جريدة وسخة" وهكذا .. مظنش فيه مميزات تانية غير ان مرتباتها حلوة .

الصحفيين في المواقع دي بقى انواع كتيرة ، منهم الشاب المتحمس اللي بيشتغل بضمير وفي دماغه انه بيعمل اللي هو عايزه وبيرضي ضميره ، بس ف الحقيقة هو بيعمل اللي هو عايزه في إطار اللي صاحب راس المال عايزه ، ونوع تاني بتاع اخينا اللي كل اللي يهمه "الكاشات" ، واللي شغال بمبدأ الساعة بـ 5 جنيه والحسابة بتحسب ، وده يتصف بانه كائن يعشق سلق البيض ف الأخبار ، وبلاش زعل المدير علشان ينشر ونقبض .

النوع التاني من المواقع الصحفية اللي على الساحة , دي اللي بمعنى أوضح اتولدت واتناقشت فكرتها في ميدان التحرير ، يعني المواقع بنت الثورة ، وده مش تسييس للمواقع دي ، ثورتنا أنبل من انها تكون مسيسة ، المهم فكرة المواقع دي تتبلور حول انها عايزة تغطى الجانب اللي المواقع اللي في النوع الأول فشلت انها تغطيها وتتكلم عنها ، المواقع دي بتهتم بتقديم محتوى صحفي قوي وعميق ، هدفه رفع وعي القارئ ، ومساندة صاحب الحق ايا كان "موقعه من الإعراب" ، المؤسسات الصحفية دي ميزتها انها مش خاضعة لسلطة صاحب راس المال ، صاحب المصالح مع الكيانات السياسية بمختلف موقعها من السلطة ، ممكن تكون قائمة على مجموعة رؤوس أموال لمؤسسيها اللي هم اصلا صحفيين شغالين فيها ، إضافة لاستقبالها تمويل من مؤسسات تدعم النوعية دي من الصحافة اللي بتهتم برفع الوعي ، والإهتمام بالمهمشين ، والغالبية من اللي شغالين هنا ، هم الناجين من نار المعذبون في الأرض المتحمسين اللي راس المال سيطرت عليهم فوق .

بجانب مشكلة قلة الأمول في المؤسسات دي ، ففيه مشكلات تانية بتأثر بشكل ملحوظ على أدائها واستمرارها في حلبة المصارعة مع الأفاعي في النوع الأول ، منها أنها دايرة اللي يعرفوها او يسمعوا عنها أقل شويتين من دايرة النوع الأول ، يعني أرقامهم ع الفيسبوك تتراوح ما بين "20 ألف – 60 ألف" لايك ، بس حلال واورجانيك مش مدفوعين ، إضافة إلى إعتماد المؤسسات دي ع بعض صحفيي سلق البيض اللي مش مؤمنين اصلا بقيمة المحتوى الصحفي ، المهم عندهم الفلوس ، وده بسبب قلة الصحفيين في مكان ما , ودول بينطوا من مركب نوح في أقرب فرصة .

بالنسبة للنوع التالت بقى –ربنا يحفظنا- ، ودول شوية المواقع من نوعية ، الراجل اللي بيقول "اقرا الحادثة" ، "رجل يقتل زوجته في حضن شقيقه" ، نوعية استغفر الله ، وعلى فكرة في الفترة الأخيرة مواقع النوع الأول بدأوا يتنشروا ف الجزئية دي من أجل جلب زيارات للموقع ، طب أنا مال اللي خلفوني براجل مراته بتقرطسه ، ولا واحدة ولعت في نفسها علشان جوزها ريحة رجليه وحشة ، وعلى فكرة مش عايز ألحق أشوف صور فخاد صافيناز قبل الحذف ، والنوع ده مستاهلش أضيع سطر كمان في اني اكتب عيوب او مميزات ، مميزات ايه ، دا فيه كل العبر .

أخيرا بقى ,, اللهم لا تجعلنا من أهل الأولين ولا الأخرين ، وأجلعنا من أهل الوسط الكيوت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق