الثلاثاء، 6 يناير 2015

نرجع تاني واحد؟ لا.. البوصلة مش واحدة


تزداد في الفترة الأخيرة الأصوات المنادية بالوحدة وهدم جدار برلين بين معسكر شباب الثورة، ومعسكر جماعة الإخوان المسلمين -اللذين شاركوا أيضا في الثورة- حقيقة لا يمكن إنكارها، أن جماعة الإخوان من ضمن من شاركت في الـ 18 يوم ثورة من 25 يناير -كأفراد- وما بعدها من تظاهرات كتنظيم بشكل شبه رسمي، لكن ما بعد ذلك إختلف الوضع كثيرا في معسكر الإخوان، فاختاروا الإنضمام للعسكر -حليفهم الذي إنقلب عليهم لاحقا-.

أصوات من نسوا أو تناسوا ما قام به شركاء الميدان، تنادي بالوحدة مرة أخرى بين الطرفين، فكيف يتم الوحدة مع شقيق أصغر طغى عليه شقيقه الأكبر، وحليفه السابق، صراع بين فاشيتين ليس للثورة فائدة منه، فمهما طال صراعهما، سيتحول إلى إتفاق على إعدام الثورة، وإستكمال إعتقال وإعدام الثوار.

من تناسوا يرددوا حاليا أن الإخوان المسلمين يواجهون الطغيان في الشارع منذ أحداث 30 يونيو، يناضلون من أجل دماء الشهداء، حسب زعمهم، تناسوا أيضا أن الإخوان في الشارع ما قبل 30 يونيو من أجل حماية شرعية رئيسهم المزعومة، فهم يتظاهرون من أجل شرعيتهم، قبل سقوط أي ضحية في صفوفهم خلال مواجهات تظاهراتهم مع قوات الشرطة.

الإخوان أنفسهم يقولون أنهم يتظاهروا في الشارع من أجل ثورة 25 يناير، بالطبع أنتم لا تدافعون عن الثورة، بالأمس القريب كنتم رفاق للعسكر، في مواجهة من طالبوا بحقوق شهداء يناير.

الوحدة تكون بين طرفين هدفهم واحد، يسعون لتحقيقه سويا، هنا الوضع مختلف، فليس هناك هدف مشترك بين الإخوان والثوار، الإخوان يهدفون في المقام الأول لعودة شرعيتهم المزعومة، ومجالسهم التشريعية، الثوار يسعون للقصاص من قتلة أصدقائهم، وتحرير رفاقهم خلف القضبان، اتجاه البوصلة هنا ليس واحدا، لذا فلا داعي للوحدة.

لا أتمنى ولا أريد، تصالح مع ممن شمتوا في إعتقال دومه، وعلاء، وسناء، والكثير من رفاق الثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق